ليندة يحياوي تكتب: {… وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ}
أصدقائي الشعراء والنقاد من ممتهني قراءة الشعر لا تغضبوا من نصي هذا لأني أحبكم ولم أفعل شيئا سوى نقل تجربتي، هذا كل ما في الأمر.
عندما يهتم الإنسان بالشعر خاصة الوجداني ويكثر من القراءة له يصبح غير متوازن نفسيا، ستسألونني لماذا؟
لأن الشعر يحوي كلمات وصور جميلة جدا، وأفكار غير حقيقية خيالية، فالشعر يجعل قارئه يسبح في الخيال فيعتقد الرجل العجوز الذي يكثر قراءة الشعر الجميل أن الحياة التي عاشها لا يستحقها ويغرق باحثا عن اللون فيجد كل من حوله من زوجة أو عائلة أو أبناء لا يليقون به كشخص مثقف، وتعتقد المرأة الخمسينية أنها مثلا ولادة الأندلس أو أميرة من أميرات ألف ليلة وليلة وأن حياتها لا تليق بها
ناهيك أن الحياة مليئة بالمشاكل، والمصيبة أن من حولها يرونها ساذجة غبية أفكارها لا تليق بسن النضج لأنها بقيت في زمن المراهقة.
وعليه قراءة الشعر تليق بالمراهقين لأن أخطاءهم تشبههم ولا يبدون حمقى، مع أني أنصح حتى المراهقين بعدم امتهان قراءة الشعر لأنه يحوي مشاهد جميلة خلابة لا تساعدهم على النضج.
ولهذا بدل من قراءة الشعر يعوض الانسان وقته بالإكثار من قراءة القرآن الذي يحوي عبارات خلابة لا تؤذي بل تداوي.
الشاعر يا أصدقائي قد يخسر حياته ولا يعيش بطمأنينة وهو يخط لنا جمالياته وليصدق عليه ان يعيش التجربة التي قد لا تكون صحية لحياته النفسية والاجتماعية.
ستقولون لي يا أصدقائي الشعر لغة وأقول أن اللغة موجودة حتى في الشعر الرسالي وأنا هنا أتكلم عن الشعر الوجداني الذي يعتمد الخيال.
وتذكروا جيدا قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)} [الشعراء: 224-227]
وتذكروا قول أفلاطون أيضا أن الشاعر كائن مجدوب.