أقلام حرة

ليندة يحياوي تكتب: جدتي المجاهدة الطاهرة

شبيهتها أنا إلى أبعد الحدود ورثت عنها الروح الثائرة في وجه الظلم وورثت عنها نقاء الروح والسريرة والعفوية المفرطة في القول والتصرفات كما يقول المقربون منا، كما ورثت عنها حب العائلة وصلة الرحم، حتى أني رأيتني في المنام وأنا أتبع خطاها

 إنها جدتي المجاهدة الطاهرة حميدو الخامسة التي وقفت في وجه الاستعمار الفرنسي ببساطتها، المرأة الموثوق فيها من طرف قادة الثورة لدرجة أنهم أدخلوها عرين الأسود للثوار، المخبأ السّري للمجاهدين في الجبل الأشم الأوراس. لفرط الثقة المتبادلة بينها وبينهم.

 كان مجاهدو الأوراس يخبؤون عندها أهم المستندات ويرتاح قادة الثورة الكبار في بيتها اذ كان الفندق الأول في المنطقة للثوار.

كانت جدتي الغالية حرم الشهيد عبد الكريم معزيز سابقا الرجل الذي ذاقت الويلات من السلطات الفرنسية بسببه فعذبت عذابا شديدا في جلسات الاستجواب القاتلة والرهيبة، مكثت في غرفة السيلون لليال كما عانت التعذيب بالكهرباء والضرب المبرح لترشدهم إلى مكان زوجها الذي لم تكن تعرف أصلا أراضيه.

ذاقت جدتي الغالية وأسأل الله أن يتقبل ويرضى عنها العذاب الشديد وهي طفلة نفساء بخالي محمد في أيامه الأولى من ولوجه الدنيا وكان عمرها 15 سنة، فخبرت المستعمر واكتسبت الشجاعة بعد استشهاد زوجها فواصلت مسيرتها النضالية مجاهدة مع زوجها المجاهد جدي قوجيل عمار الذي آثر أن يقف إلى جانبها لحمايتها وتربية ولدا الشهيد، فكان جدي الرجل الذكي صاحب الحيلة الممول الاول للثوار في المنطقة، يوصل المؤونة المجاهدين

 كان بيت جدي فندقا للأبطال ومخبأ الأسرار فاحتوى عفوية جدتي وقام بحمايتها بذكائه فلم تعذب اثناء زواجهما قط.

استقلت الجزائر وسارع جدي وجدتي إلى الشوارع يهتفان مع الشرفاء من ابناء البلدة بينما توجه ابناء الحركة والڨومية إلى السطو على بيوت المعمرين والاستلاء على الأملاك.

رحم الله جدي المجاهد وجدتي ورحم الله زوجها الشهيد وتقبل منهما صالح الأعمال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى