الأمة| توجه رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني إلى تعز، جنوب غرب اليمن، في أول زيارة رسمية له منذ توليه المسؤولية عام 2022 رغم المخاطر الأمنية التي تُحيط به من تلك الزيارة.
العليمي في تعز
لاقت زيارة «العليمي» لتعز ترحيبًا شعبيًا كبيرًا من قبل أهالي المدينة الداعمين للشرعية، بالرغم من الظروف الأمنية والإنسانية الصعبة التي تشهدها تعز منذ عام 2015 حين حصار الحوثيين لها
وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى تعز رفقة مسؤولين كبار في الحكومة وقادة من الجيش اليمني وقوات التحالف الداعم للشرعية بالإضافة إلى عضوي مجلس القيادة عبد الله العليمي وعثمان مجلي.
خلال الزيارة، قام «العليمي» بتدشين مشروع ترميم المدينة الطبية والتعليمية بجامعة تعز، الذي يشمل كليات الطب البشري والصيدلة والتمريض، بتمويل من البرنامج السعودي للتنمية وإعادة الإعمار.
كما أمهل السلطات المحلية داخل تعز 6 أشهر للمضي في إصلاح أدائها الحكومي والارتقاء به، متوعدًا بمحاسبة كافة المسؤولين من أصغر موظف وحتى أعلى الهرم الوظيفي.
ماذا وراء الزيارة؟
وعن السر وراء الزيارة، قال الكاتب والباحث اليمني في شؤون العلاقات الدولية، «مصطفى ناجي»، إن رئيس مجلس القيادة وصل إلى تعز عاصمة المحافظة عبر فوج من العربات الخاصة لتأمين زيارة حذرة، مؤكدًا أن الوحدات الأمنية والعسكرية في المحافظة لم تكن قادرة بإمكانياتها القيام بهذه المهمة.
وأضاف عبر حسابه على منصة «إكس»، أن موكب العليمي مر بطرقات رثة تحتاج إلى صيانة، ومناطق عشوائية ومدن ثانوية بلا نظام صرف صحي تتكدس فيها القمامة، وعلى مناطق بلا كهرباء ولا خدمات، وفي حالة شبه انهيار للوضع التعليمي، بسبب الافتقار للموارد وسوء الإدارة والهيمنة الإيديولوجية والانقسامات الحزبية التي تعصف بالمحافظة.
وأشار إلى أن العليمي دخل مدينة محاصرة بلا دعم ولا موارد ومنسية وغائبة عن رادار الاهتمام الدولي والإقليمي، إلا من باب الرغبة في طموح مشاكلها وحقيقتها السياسية، معتبرًا تلك الزيارة بأنها أقل ما يمكن فعله لرد الاعتبار لمحافظة قدمت تضحيات جسيمة من أجل الحفاظ على العلم الجمهوري، وعلى يمنية اليمن وعروبته من دنس التفري”.
وأوضح أن «تعز هي أيضا، في الخط الأمامي في مواجهة مع عدو حشد كل أحقاد التاريخ الجيوسياسية والمذهبية والجهوية، وأقذر الأساليب الأمنية والعسكرية والحصار والتجويع لإخضاعها ولم تخضع».
ووصف البعض تلك الزيارة بالتاريخية التي قد تنقل تعز من التهميش والاستهداف إلى تقوية المؤسسات العسكرية والأمنية والمحلية بداخلها عبر تحسين حياة الناس واستعادة الأمل في التحرير مرة أخرى.