وسط مشاهد مأساوية من الجوع واليأس، يتسابق آلاف الفلسطينيين على شاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة، في محاولة يائسة للحصول على ما يسدّ رمقهم.
ورغم إعلان إسرائيل عن فتح ممرات آمنة ووقف إطلاق النار جزئيًا، “أطلقت القوات الإسرائيلية النار على المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، ما أدى إلى إصابة 25 شخصًا خلال 24 ساعة”، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وفي ظل حصار خانق دام لأشهر، يقول برنامج الغذاء العالمي إن ربع سكان غزة، الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة، يعانون الآن من ظروف أشبه بالمجاعة.
واتهمت منظمتان إسرائيليتان رائدتان في مجال حقوق الإنسان إسرائيل “بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة”، لتصبحا بذلك أول منظمتين من هذا النوع توجهان هذا الاتهام.
مسرحية هزلية
وفي إثارة لحالة من الجدل، أسقطت طائرات أردنية وإماراتية مساعدات غذائية على قطاع غزة، الأحد.
وقال الجيش الأردني في بيان، الأحد، إن طائرتين تابعتين لسلاح الجو الأردني وطائرة إماراتية ألقت 25 طناً من المساعدات الإنسانية فوق قطاع غزة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أردني قوله إن “الإنزال الجوي ليس بديلاً عن تسليم المساعدات براً”.
وقال مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة في مدينة غزة إن ما لا يقل عن 10 أشخاص أصيبوا جرّاء سقوط صناديق المساعدات، وفق رويترز.
أما المكتب الحكومي، فقال إن عمليات عمليات الإنزال الجوي الثلاثة لم تعادل حمولتها التي أُسقطت سوى شاحنتين من المساعدات، وسقطت حمولتها في مناطق قتال يُمنع على المدنيين الوصول إليها، مما يجعلها بلا أي جدوى إنسانية، وفق تعبير المكتب.
وقال رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية: “نرفض المسرحيات الهزلية التي تسمى بعمليات الإنزال الجوي … والخطوة الحقيقية هي فتح المعابر”.
وأكد عدد من نشطاء قطاع غزة والمجوعين هناك، إن هناك عملية تضليل ضخمة لتخفيف الضغط الإعلامي والعالمي عن دولةالإبادة، ارجوكم لا تكونوا جزء منها، لإن خلفها مئات من أهلنا يتساقطون شهداءالتجويع الإبادي الممنهج
مساعدات شحيحة أدت لمقتلة أخرى
مساء الأحد، أعلنت وزارة الصحة في القطاع “تسجيل مستشفيات غزة 6 حالات وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليصبح العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 133 حالة وفاة، من بينهم 87 طفلاً”.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، الأحد، إن إسرائيل خففت على ما يبدو بعض القيود المفروضة على الحركة في غزة وذلك بعد أن قررت “دعم توسيع نطاق المساعدات لمدة أسبوع”.
وأضاف فليتشر في بيان أن التقارير الأولية تشير إلى تجميع أكثر من 100 شاحنة محملة بالمساعدات من المعابر تمهيداً لنقلها إلى داخل قطاع غزة.
وتحدّث فليتشر عن “حاجة إلى كميات هائلة من المساعدات لدرء المجاعة والأزمة الصحية الكارثية”.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أن “الهدن والممرات الآمنة يفترض أن تسمح بتسليم المواد الغذائية العاجلة بشكل آمن”.
وقال في بيان إن “المساعدات الغذائية هي السبيل الوحيد لحصول السكان على الغذاء”.
وأضاف أن ثلث سكان غزة لا يأكلون لأيام وأن 470 ألف شخص في القطاع “يواجهون ظروفاً أشبه بالمجاعة” تتسبب في وفيات.
وأكد البرنامج الحاجة إلى أكثر من 62 ألف طن من المساعدات الغذائية شهرياً لإطعام كافة سكان غزة.
وبعد دقائق من الإعلان عن بدء توزيع المساعدات من خلال الشركة الأمريكية الاسرائيلية، تم اعطاء اشارة للناس للدخول لاستلام المساعدات، وفور دخولهم تم فتح النار عليهم ليرتقى 11 منهم شهداء و أكثر من 100 اصابة.
وأصيب العشرات من الناس أثناء التقاطهم فتات المساعدات التي ألقاها جيش الاختلال والتي هي أقل من 0.2% من احتياجات غزةالأساسية للبقاء على قيد الحياة.