مهند سعيد يكتب: الأعمال العنصرية في تركيا والعمل الجماعي المنظم
منذ وجود السوريين في تركيا أي ما يقارب العشر سنوات، كنا نسمع ببعض الأعمال التخريبية والأصوات العدائية للاجئين السوريين، وحتى أوميت أوزداغ الذي يترأس حملة العداوة للاجئين السوريين، معروف بعداوته للسوريين قبل تأسيسه لحزبه؛ بل منذ بداية الثورة السورية له آراء وتصريحات كثيرة حول ذلك، ولكن لم يكن لهذه التصريحات ولهذه الأصوات خطورة أو قيمة حقيقية على الأرض، ولم يعطِ أحد أهمية لذلك، كون الشعب التركي شعب مسلم وفيه مشاعر الإسلام بفطرته؛ لكن لما صار الخطاب المعادي للاجئين خطابا حكوميا، وأفسح النظام التركي المجال للعنصريين للظهور بشكل كثيف جدا على وسائل الإعلام، وأوهم الناس أن ضيق المعيشة والضغط الاقتصادي الذي يعيشونه ليس فشلا حكوميا، وإنما هو بسبب اللاجئين، وقيام النظام التركي بحملات ضد اللاجئين، كل هذه الأمور من النظام التركي أججت الشارع.
وهذا الأمر على ما فيه من خبث؛ إلا أنه يدلنا على أهمية العمل الجماعي المنظم وقوته وتأثيره على الناس، وإن أحد مشكلاتنا الرئيسية هو العمل الفردي المبعثر الذي يظن كل فرد منا عند قيامه به أنه قد أدى ما عليه، إلا أنه في لحقيقة لم يؤد شيئا، بل لربما أضر بالأمة من حيث لا يدري.
فعلى كل مسلم غيور على دينه وعلى أمته، إن أراد أن يكون له تأثير وقوة أن ينخرط في العمل الجماعي المنظم، حتى يحدث التأثير، ويغير من واقع أمته للأفضل، فينال عز الدنيا والآخرة، قال تعالى: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
مهند سعيد/ ناشط سياسي