الأثنين مايو 20, 2024
حوارات سلايدر

وزيرة ليبية سابقة: الدعم الدولي غير كاف لمواجهة كارثة درنة ونحتاج لفرق إنقاذ لانتشال الضحايا

وزيرة الشئون الاجتماعية الليبية السابقة سميرة الفرجاني لـ«الأمة»:

♦ حكومة الدبيبة بذلت جهدا كبيرا لإغاثة أهالي درنة والفاجعة أكبر من امكانياتها

♦ أهالي المنطقة الشرقية لن يصمتوا طويلا علي إجرام حفتر بعد طوفان درنة

أكدت الدكتورة سميرة الفرجانى وزيرة الشئون الاجتماعية الليبية السابقة أن الملمح الأبرز لكارثة درنة تمثل في الوحدة والتلاحم بين سكان المنطقتين الشرقية والغربية في ليبيا الذي ظهر في قوافل الدعم القادمة من الغرب بشكل يؤكد أن أزمة ليبيا سياسية بامتياز تقف وراءه عواصم محور الشر الساعية بقوة لاستمرار الفوضى في بلادنا لتنفيذ اجندتها.

غياب تام لبرلمان طبرق وجيشه عن إغاثة سكان درنة

انتقدت الفرجانى في حوارها مع «جريدة الأمة الإليكترونية» الغياب التام لبرلمان طبرق وجيشه عن إغاثة سكان درنة لاسيما في الأيام الأولي الكارثة ،مشيرة الي انه لولا الدعم الذي قدمته حكومة الدبيبة وسكان المنطقة الغربية لأهالي درنة والمناطق المتضررة لكانت الكارثة افدح.

وشددت الفرجانى علي أن  الدعم الدولي الكارثة الواقعة في درنة لايتناسب بشكل كبير مع الكارثة  انطلاقا من أن  ليبيا لا تحتاج للغذاء او الدواء، بل بحاجة لفرق إنقاذ مدربة ومعدات لانتشال الضحايا من مياه البحر وتحت الأنقاض.

دعت الفرجاني حكومات مصر والإمارات وروسيا وجميع دول محور الشر للخروج من المشهد الليبي فنحن لسنا بحاجة الي دعمكم ،بل نحتاج الا أن تكفوا أيديكم عن ليبيا وتخرجوا من بلادنا ،ولا تتدخلوا في شئونها من قريب أو بعيد.

الحوار مع وزيرة الشئون الاجتماعية الليبية السابقة  تطرق لقضايا عديدة نسردها بالتفصيل في السطور التالية

* كيف قرأت هذه الكارثة التي حلت بالشعب الليبي وتقييمك لتعامل حكومة الدبيبة معها وهل لامس أداؤها الحد الأدنى؟

** حكومة الدبيبة حاولت دعم درنة بالأدوية وسيارات الإسعاف وشكلت لجنة ورصدت مبلغ ٢ مليار لإغاثة المدينة، ولكن الواضح والجلي في هذه الكارثة هو تلاحم ودعم الشعب الليبي لبعضه.

فمن اللحظات الأولى خرجت القوافل مصحوبة بكل الدعم اللازم وكان الدعم بالمال والرجال في غياب تام لبرلمان طبرق وحكومته وجيشه.. لم نرى في الأيام الأولى ايا منهم.

بل رأينا تلاحم المنطقة الغربية كلها بالمنطقة الشرقية وهذا الالتحام أثبت للجميع أن ما تعانيه  ليبيا من انقسام ما هو إلا سياسة فرضتها علينا دول محور الشر مصر والإمارات ومن يدور في فلكهم من إعلام مأجور ينشر الفتن وشق الصف.

درنة تحت وطأة العاصفة
درنة تحت وطأة العاصفة

 

* ما جري في درنة وصفه بعض المراقبين بأنه يقترب من التعرض لقنبلة نووية برأيك لماذا كانت الكارثة كبيرة وخسائرها فادحة؟

٣ أخطاء ساهمت في تفاقم فيضانات درنة  

* الأسباب التي أدت لفداحة الكارثة عديد عدة أولها عدم صيانة السدود وثانيها البناء العشوائي في طريق الوادي وعلي حوافه، مما جعل تدفق المياه يجرف كل ما جاء في طريقه، وثالثها والأهم عدم إخلاء المنطقة المحيطة بالوادي من السكان مما تسبب في تفاقم حجم الكارثة.

ومن هنا يجدر بنا الإشارة إلي أن أهالي درنة دفعوا ثمنا باهظا منذ اتفاق الصخيرات فقد تمت محاصرة درنة أشهر طويلة وسجن المئات من أبنائها.. من قبل قوات حفتر والقوات المصرية، وبعد اتفاق باريس بين السراج والمشرى من ناحية وحفتر وعقيلة من ناحية  أخرى.

وبعدها تم اجتياح درنة بمباركتهم من قبل قوات حفتر وقوات السيسي، الذين كانوا يدوسون بأقدامهم القذرة علي أبناء درنة وهذا أمر موثق هذا بالفيديوهات.

ومن ثم جاءت كارثة انهيار السد لتكون الطامة الكبرى علي درنة وكما قلنا سابقا في غياب تام لبرلمان عقيلة وحكومته وجيشه ولولا فزعة أهالي الغرب لإخوتهم لكانت الكارثة أكبر من ذلك بكثير.

أهالي درنة ضحية الفوضى

* هل دفع أهل درنة وبعض مدن الشرق ثمنا فادحا للفوضى التي تضرب ليبيا منذ سقوط القذافي وتوقيع اتفاق الصخيرات؟

عرابو الصخيرات يعرقلون التسوية السياسية ويقفون عقبة امام إجراء الانتخابات

** أما اتفاق الصخيرات فقد دفعت ليبيا كلها ثمنا باهظا من انقسام وفرقة وحروب بالوكالة وغياب للشرعية القانونية والدستورية، وأصبحت مخرجات الاتفاق مثل برلمان طبرق لعبه وبيدق في يد السيسي وأبناء زايد يتلاعبون بهم كيفما أرادوا.

وأصبحت ليبيا وفق هذا الاتفاق اللعين منزوعة الإرادة والسيادة والشرعية وأصبحت دول الحوار هي من تقرر مصير ليبيا بدون حضور الجانب الليبي كما حدث سابقا في برلين. 

درنة بعد الإعصار
درنة بعد الإعصار

* بوصفك وزيرة سابقة للشئون الاجتماعية كيف رأيت دور الوزارة في التعامل مع الكارثة وكذلك مؤسسات المجتمع المدني؟

** الدور الحقيقي في هذه الأزمة هو دور الشعب الليبي وخصوصا فزعة المنطقة الغربية بأكملها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في درنة والمساعدة في إيجاد المفقودين ودفن الموتى وإيجاد المأوى للأحياء وتوفير مستلزمات الحياة.

* كيف نظرت الدعم الدولي لمساعدة ليبيا في الخد من خسائر المجتمع الدولي وهل جاء مناسبا لتبعات ما جري في درنة؟

** الدعم الدولي قليل بالنسبة لمثل هذه الكارثة لازلنا بحاجه لفرق إنقاذ وآليات متطورة لانتشال جثث الضحايا الموجودة بسياراتهم في قاع البحر وانتشال جثث الضحايا بين الصخور الوعرة.

الدعم الدولي غير كاف لمواجهة كارثة درنة ونحتاج لفرق انقاذ لانتشال آلاف الضحايا

فنحن لا نريد مساعدات عينية من أكل ومستلزمات أخرى فهذه ولله الحمد تم توفيرها بالكامل من تلاحم شعبنا ..ولكننا بحاجة لدعم لوجستي لانتشال الجثث من تحت المباني المهدمة.

ومن هنا أوجه الشكر طبعا فرق الإنقاذ التركية والجزائرية والإسبانية والإيطالية ونستغرب جدا من السيسي الذي أرسل جيشا ومدرعات وأسلحة وبارجة حربيه لأجل المشاركة في الإنقاذ  لم نعرف هل هو احتلال والتجهيز لحرب أم كما يسوقون أنهم فرق إنقاذ؟

كارثة درنة ومحور الشر

* في الوقت الذي شهدت ليبيا تدخلا قويا من محور الثورة المضادة في المنطقة وقوي مثل روسيا وفرنسا وغيره لم نجد اهتماما مماثلا بالكارثة بل وجدنا الشعب الليبي يواجه الكارثة منفرد خصوصا في الأيام الأولي؟

رسالتنا واضحة للإمارات ومصر وروسيا.. اخرجوا من ليبيا لا نريد دعمكم

** هل تتوقع خيرا من دول قادت حرب ضروس ضد الليبيين منذ عشر سنوات وعاثت في ليبيا فسادا و حروب ودمار ونشر فتن ودعم للانقلاب العسكري أن تقدم خيرا للبلاد فهل من كانت نيته خراب أن يبني مستحيل.

فدول مثل مصر والإمارات وفرنسا وروسيا نظرتها استعمارية لليبيا ولن نرى منها خيرا مهما حاولت تحسين صورتها بدعم متأخر ونحن لا نريد منهم دعما بل رغبتنا هي أن يغربوا عنا ويرفعوا أيديهم عن بلادنا لننعم بالأمن والسلام وترجع بلادنا واحده بدون تدخلاتهم السافرة.

* وجهتِ انتقادًا شديدًا لزيارة رئيس الأركان المصري لليبيا باعتباره جاء لإنقاذ حفتر ألا يمكن النظر للزيارة باعتبارها دعما للشعب الليبي والمشاركة في التضامن مع مواطني درنة؟

** لو السيسي أرسل فرق إنقاذ سريعا كما فعلت تركيا والجزائر ما تكلمنا ولكن أن يأتي رئيس أركانه مسرعا ومن ثم يرسل جيش جرارا ومدرعات وأسلحة وحاملة طيران بحجة الإنقاذ لا والله انه أمر دبر بليل.

زيارة عسكر للمنطقة الشرقية مشبوهة وهدفها إنقاذ حفار وليس إغاثة الليبيين

فلا ثقة في السيسي أبدا كما أتوقع إرساله لهذا الحشد العسكري هو حماية لحفتر من ثورة عارمة تقتلعه وتقتلع أحلام السيسي في السيطرة علي الشرق الليبي وسرقة خيراته فهذه هي أطماع السيسي الحقيقية.

ومما يعزز هذا  ان هناك صحوة كبرى في الشرق بعد كارثة درنة وفزعة الغرب الليبي، فلهذا أتى مسرعا لحمايته أي حفتر، فلو كانت لدعم الشعب الليبي لكان قد أرسل فرق الإنقاذ المدنية كما فعلت تركيا والجزائر وإسبانيا وإيطاليا.

أما جيش وأسلحه ومدرعات فهذا احتلال وليس دعم الشعب أبدا إلا إذا كان المقصود دعم حفتر فهذه نعم.

مظاهرات درنة

* ألا يمكن أن تشكل هذه الكارثة بداية لوحدة الشغب الليبي ومقدمة لاتفاق الفرقاء علي خارطة طريق تمهد لإجراء الانتخابات لاسيما أن الكارثة أثبتت وحدة الشعب وفشل جميع محاولات تكريس التقسيم؟

** الشعب الليبي لم ينقسم ولم تكن هناك حروب أهلية، بل كانت حروبا سياسية  قادها علينا انقلاب حفتر بدعم دول أجنبية مثل مصر والإمارات وفرنسا وروسيا وعدة دول أخرى كانت تشتغل في الخفاء من أجل إنهاء الثورة الليبية واستبدالها بانقلاب عسكري ديكتاتوري.

تلاحم سكان المنطقة الغربية مع أهالينا في الشرق أبرز ملامح إعصار درنة

لذا فليبيا لن تنعم بالأمان طالما اتفاق الصخيرات ومخرجاته متصورة الساحة الليبية لان الاتفاق السياسي سلب ليبيا سيادتها وقانونها وشرعيتها وجعل من ليبيا لقمة سائغة علي طاوله اللئام.

ومن هنا استكمال فبراير وتحرير ليبيا لن يتم إلا بتخلصها من اتفاق الصخيرات وكل مخرجاته ولن تقوم لليبيا قائمة في ظل هذا الاتفاق اللعين.. فلن نستطيع أبدا إجراء انتخابات شرعيه لان كل من بالساحة غير شرعي.. ولن نستطيع تحرير بلادنا ،لاسيما أنه ووفقا اتفاق الصخيرات بقت  مصر والإمارات والعديد  القوي الدولية صارت متحكمة  في مصير ليبيا وإرادتها.

ومن الثابت هنا التأكيد علي أن متصدري المشهد لا يريدون راحة البلاد ولا وحده الشعب لأنهم سينتهون حينها لهذا هم متمسكون بالاتفاق ليستمروا في المشهد وتستمر البلاد في الانقسام والتشرذم ..ولكن بإذن الله سينقلب السحر علي الساحر قريبا.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب