الأثنين مايو 20, 2024
حوارات سلايدر

يوسف كاتب أوغلو :الايام القادمة حبلى بالمفاجآت والكيان سَيلِحُّ في طلب وقف دائم لإطلاق النار

 

أكد المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو استعداد بلاده القيام بدور الضامن لأي ترتيبات أمنية يجري الاتفاق عليها بعد التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة مع إبداء الجاهزية لإرسال قوات تركية لغزة ضمن قوات حفظ سلام دولية في القطاع.

ولفت في حواره مع «جريدة الأمة الإليكترونية» إلى ان المقاومة الفلسطينية لقنت للكيان درسا لن ينساه وأنهت أساطيره الزائفة مشددا على ان الايام القادمة ستكون جبلي بالمفاجآت وفي مقدمتها وان الكيان هو من سيطالب بوقف دائم لإطلاق النار.

رفض بشدة اتهام الموقف التركي من العدوان علي غزة بالضعف مشيرا إلى أن تركيا بذلت جهودا مكثفة لردع هذا العدوان، ولم تترك بابا الا وطريقته لوقف الحرب، وتحميل الجاني المسئولية عن المجازر، التي ارتكبها في القطاع المحاصر.

تركيا لا تستطيع وحدها وقف العدوان علي غزة وبلدان خليجية رفضت استخدام ورقة النفط لردعه

في المقابل اتهم أوغلو دولا عربية وخليجية بالتآمر على المقاومة الفلسطينية وحماس والعمل علي إلحاق الهزيمة بها، بل إن دولة خليجية بعينها تقوم بتقديم الدعم اللوجستي العدوان في وقت يطالب البعض تركيا وحدها بالتحرك لوقف العدوان.

ونبه الي تركيا استخدمت جميع الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية لوقف العدوان علي غزة منها التحريك لتجريم قادة الكيان امام الجنائية الدولية والإعلان ان حماس حركة تحرر وطني، وطرد السفير الصهيوني من تركيا، ومقاطعة منتجات الكيان والدول المتحالفة، وهي وسائل رادعة للكيان وداعميه علي المدي الواسع.

الحوار مع المحلل السياسي التركي يوسف كاتب اوغلو، تطرق لقضايا عديدة، سنعرضها بالتفصيل في السطور التالية.

كان الكثيرون يراهنون على موقف تركي أكثر قوة في مواجهة العدوان الصهيوني على قطاع غزة

•• لا يمكن وصف الموقف التركي بأنه موقف ضعيف في التعامل مع هذا العدوان، بل انه موقف حكيم ورزين في التعامل مع مخططات لجر تركيا والمنطقة للحرب، وهو مخطط ندرك أبعاده جيدا

ومع أن التعاطي التركي مع العدوان كان بطيئا الا انه كان حازما وحكيما ورافضا لمساعي توسيع رقعة الصراع ومشددا على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل سريع والعودة الي مواثيق الامم المتحدة والقرارات الدولية والدفع بالعودة لمفاوضات جادة تفضي لتأسيس دولة فلسطينية لا نفوذ لإسرائيل عليها..

قادرون على القيام بدور الضامن لأي ترتيبات أمنية ومستعدون لإرسال قوات حفظ سلام لغزة

الا انه ومع استمرار المجازر واستهداف الاطفال والمساء والشيوخ وتجاوز إعداد الشهداء عشرات الآلاف لم يكن واردا أبدا أن تقف تركيا على الحياد وبالتالي كانت هناك ردة فعل واضحة من خلال خطاب الرئيس رجب طيب اردوعان امام البرلمان التركي، حين أوضح ان حركة حماس حركة تحرر وطني ومقاومة مشروعة للاحتلال.

في حين أن العدو الإسرائيلي هو كيان إرهابي وان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو إرهابي يقتل المدنيين والأطفال والنساء وبالتالي بالموقف التركي في هذا السياق سار في إطار تجريم الجاني وتحميله مسئولية المجازر وليس معاقبة الضحايا ولومهم

غير أن كثيرين انتقدوا الموقف التركي في عمومه وكان يعولون على موقف أقوى؟

•• ليس هكذا تكون السياسة ولا الحكم علي مواقف دول من أزمة بعينها بالضعف أو القوة، خصوصا اذا كانت لهذه الأمة من ورائها ومخطط لها واذا اردنا هنا أن نحلل الموقف التركي من العدوان علي غزة فمن غير اللائق وصفه بالضعف.

هناك دول عربية تتآمر على المقاومة ومن الخطأ تحميل تركيا ما لا تطيق

 ولكن علينا أن ندرك أن المخطط فقط ليس فقط حربا بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية فقط، بل إن هناك مخططا أكبر بكثير، لإشعال المنطقة برمتها وتركيا جزء من هذه المنطقة المهمة والغنية بالثروات الطبيعية والموقع المهم

وبالتالي يجب أن تكون لعبة التوازنات الإقليمية حاضرة بقوة ومآلاتها معروفة، وكذلك عدم الدخول في هذا المستنقع ،وربما جر تركيا لهذا المستنقع هو أحد أهم أهداف هذه الحرب الموجهة من قبل الدول  الاستعمارية الكبري. 

لذلك وجب الا يكون القرار التركي متسرعا والا تكون التوقعات غير محسوبة من، ثم يجب التأكيد ان الموقف التركي كان متأنيا وحكيما ومتوازنا مع تطور الأحداث وهذا لا يعني أن يكون هناك تخاذل او تراجع.

تحالف عربى وإسلامى قوى

كيف يكون تقييم الموقف إذن؟

•• الأمر يأتي في إطار أن تركيا لن تتورط وحدها في ردة فعل غير محسوبة، إذ يجب أن هناك تحالفا من الدول العربية والإسلامية لردع هذا العدوان، أسوة بمسلك الدول الكبري الداعمة  إسرائيل،

لهذه الأسباب عجزت القمة العربية الإسلامية عن اتخاذ موقف لمناصرة قطاع غزة

وكان ذلك ضمن تحالف سداسي ضم  أمريكا بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، مضافا إليهم الكيان، انطلاقا من اننا نعيش في زمن التحالفات ،ولا يجب ان ننتظر من تركيا تحركا فرديا وهذا ما جعل الرئيس اردوعان يعمل كثيرا علي ان يكون هناك  دعم أو تكاتف عربي او إسلامي وتحرك جماعي داعم  لموقف تركيا الداعم للحق الفلسطيني في مواجهة العدوان الإجرامي.

كأنك تبدو راضيا عن الدعم الذي قدمته تركيا خلال الأزمة لمواطني غزة؟

•• الرئيس أردوعان إذا قال فعل، انطلاقا من أن نصرة اهل غزة ليست في إمداد المقاومة بالسلاح فقط كما يتوقع البعض ولكن إذ نظرنا لإعلان تركيا أن حركة حماس ليست منظمة إرهابية، بل هي حركة تحرر وطني وهو موقف قوي لم تتبناه بشكل واضح إلا تركيا وقطر ومن هنا يجب التأكيد ان المواقف السياسية والدبلوماسية هي أشد وطأة وتأثيرا على الكيان الغاصب لإنهاء هذه الحرب من أي وسائل أخرى.

نتعامل مع حماس كحركة تحرر وطني وهو موقف لم تجرؤ على اتخاذه دولة عربية باستثناء قطر

كانت تركيا تعول على سلاح العقوبات لردع العدوان علي غزة ولكن هذا الأمر لم ير النور؟

•• تركيا تبنت ولا تزال موقفا قويا من ضرورة معاقبة هذا العدو، وإنزال عقوبات عليه سيكون لها تداعيات إيجابية في سياق مناصرة شعب غزة، ولما لا؟ ونحن نرى الغرب دائما ما يراهن على فرض العقوبات لردع خصومه وهو ظالم وكيف رأيناه يفرض عقوبات على العراق دون وجه حق.

وبالتالي فتجريم مجازر العدو ونقل هذه الجرائم للمحكمة الجنائية الدولية يصب في صالح مناصرة القضية الفلسطينية وإدانة الكيان وهذا لم يكن سلوك تركيا فقط بل حظي بتأييد عدد من العديد من الدول ومنها الجزائر وهو نهج ركز عليه الرئيس أردوغان خلال زيارته للجزائر ولألمانيا حيث شدد على ضرورة تجريم هذا الكيان الغاصب ومعاقبته على ما يرتكبه من جرائم حرب.  

وبالتالي فهذه الخطوة خطوة صحيحة لنصرة اهل غزة وهي ضرورية وتداعياتها الإيجابية ستظهر على المدي الطويل كونها تساهم في تضييق الخناق على هذا العدو الغاشم وتجريمه وإضعافه وتعريته وتسليط الضوء على صورته الحقيقية كنظام مجرم امام العالم مما يشكل نكسة كبيرة وصفعة على وجه الكيان الذي يروج دائما علي انه يسعي للسلام والاستقرار.

القمة العربية والإسلامية وأضعف الإيمان

خلال القمة العربية الإسلامية كان هناك تعويل على ضغوط تركيا لتبني القمة موقفا جاد من العدوان علي غزة؟

•• لا يمكن تحميل تركيا وحدها مسئولية البيان الضعيف للقمة العربية والإسلامية حيث طالبنا خلال القمة بموقف جاد وقوي ومناصر للفلسطينيين ومقاومتهم، وكذلك التأكيد على ان حماس حركة تحر ر وطني وليست منظمة إرهابية.

 ومن اسف ان هناك دولا عربية وإسلامية تري عكس ذلك تماما ويعتقدون وينظرون لحماس والإخوان باعتبارهم وجهين لعملة واحدة ويجب القضاء عليهما وهذا خطأ كبير ووجهة نظر تفتقد الصحة.

حرب غزة كشفت الوجه القذر للكيان وأنهت أساطير استمرت 75عاما

بل إن هناك دولا عربية تريد من الاحتلال القضاء علي حماس والمقاومة فيما تتآمر دول اخري على المقاومة وتقدم دعما سياسيا دبلوماسيا ولوجيستيا واستخبارتيا للعدو بل إن بعض الفصائل الفلسطينية تنسق أمنيا مع الاحتلال ضد حماس.

لكن الجميع سمع ضجيجا ولم ير طحينا كما يقولون؟

•• لا أحد يستطيع هنا ان يزايد على الموقف التركي من العدوان علي غزة، ولكن القمة العربية والاسلامية كان بيانها للأسف هزيلا ولم تتبن المواقف التي كانت منتظرة من قمة بهذا الحجم، هذا يعود لتواطؤ بعض الأنظمة الخليجية والعربية لصالح إسرائيل وتبنيها مواقف معادية للفلسطينيين.

ومن هنا يجب الإشارة إلى أن بعض المقترحات التي تقدمت بها تركيا وبعض الدول الإسلامية والعربية لاقت اعتراضات من بعض الدول  3دول خليجية وأربع دول عربية إفريقية وتم الإعلان ذلك في الصحافة الإسرائيلية التي قدمت الشكر للدول التي حالت دون اتخاذ مواقف قوية ضد العدوان.

القمة العربية الإسلامية

هل من تفاصيل أكثر لتعرية موقف هذه الدول؟

•• الدول السبع التي اعترضت على المقترحات، ورفضت اي تهديد باستخدام النفط ومنع استخدام القواعد الأمريكية للمشاركة في العدوان وأو حتى إغلاق الأجواء الملاحية امام الطيران المدني وخصوصا السعودية ولكن للآسف تم الاعتراض على تبني القمة أيا من هذه المقترحات من قبل ٣ دول خليجية ودولة إفريقية عربية.

لكن حتى اللجنة السداسية التي شكلتها القمة لم تحدث أثرا؟

•• تركيا رأت بيان القمة من قبيل أضعف الإيمان لاسيما من جهة تشكيل لجنة سداسية تضم تركيا واندونيسيا ونيجيريا ومصر والأردن والسعودية تطوف العالم وتنسيق مع مجلس الأمن والدول دائمة العضوية.

 حيث قامت بزيارة روسيا والصين وبعدها بريطانيا وفرنسا وذلك للتأثير على مجلس الأمن لاتخاذ قرار بوقف إطلاق النار وبذل جهود دبلوماسية لوقف العدوان علي غزة ولكن هذا الجهد الذي تقوده تركيا قد لا يحقق النتائج المرجوة والمباشرة بسبب انحياز أغلب هذه الدول للكيان الغاصب.

ومن هنا يجب الإشارة الي جهود صادقة تقوم بها دول مثل الأردن وقطر والجزائر لإنهاء المأساة الفلسطينية، فضلا عن أن تركيا تمارس أقصي درجات الضغوط على الدول الداعمة للكيان لوقف هذا العدوان، وهو ما ظهر بقوة خلال زيارة الرئيس اردوغان لألمانيا والجزائر وجولة وزير الخارجية حاكان فيدان في العديد من الدول العربية من اجل الوصول لوقف دائم لإطلاق النار.

دول بالناتو تتأمر على تركيا

كذلك عول الكثيرون على توظيف تركيا عضويتها في الناتو للضغط لإنهاء العدوان علي غزة؟

•• بالنسبة لتوظيف تركيا عضويتها في حلف الناتو لوقف الحرب يجدر بنا القول إن هناك دولا في حلف الناتو تتأمر على تركيا ناهيك عن عضوية تركيا بهذا الحلف لا يعني أنه تحت أمرها خصوصا أنها تعرضت للخذلان الأمني من قبل الحلف في كثير من المواقف، وفي مقدمتها حربها على المنظمات الإرهابية مثل حزب العمل الكردستانى واذرعه المختلفة وهي قوات قسد بسوريا ووحدات الشعب الكردي،

قوى عديدة داخل الناتو تتآمر على تركيا وتسعي لإقحامها في حرب إقليمية واسعة

ومن المثير أن واشنطن وهي زعيمة الناتو، هي من تدعم هذه المنظمات الإرهابية والمجموعات الانفصالية ضد تركيا، متجاهلة ما تمثله هذه المنظمات من تهديد للأمن القومي التركي.  

ولم تكتف واشنطن بذلك إذ دعمت مجموعات فتح الله جولن المسئولة عن محاولة الانقلاب العسكري في ١٥يوليو ٢٠١٥ناهيك عن ان الدول الرئيسية في الناتو مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا هي الدول الداعمة للكيان.

ومن هنا يجب التأكيد على ان تركيا تقف وحدها في الميدان، ولولا قوة تركيا وكونها ثاني أكبر قوة عسكرية في الناتو ومن الدول المؤسسة له منذ ٧٠عاما لكان هناك تأمرا قويا على تركيا خصوصا بعد التقارب التركي الروسي ورفض تركيا تطبيق العقوبات علي روسيا بل قالت تركيا بالحرف الواحد ان هناك مصالح مشتركة، ولا يمكن لأحد أن يفرض علينا ما يضر بمصالحنا الوطنية.

ومن هنا فالحديث عن ممارسة تركيا ضغوطا على الناتو لوقف الحرب على غزة أمر شديد الصعوبة ولن يكون لها صدي بسبب عضوية الدول الكبري الداعمة للكيان في الناتو.

حلف الناتو

هل هذه العضوية حدت تماما من قدرة تركيا على التحرك؟

•• هذا لا يلغي ان تركيا مارست ضغوطا على ألمانيا، وهي أقوي دولة في أوروبا من خلال علاقات البلدين الاقتصادية والتبادل التجاري المرتفع بين البلدين حيث بذل الرئيس أردوعان جهودا لدفع المستشار شولتز، لتأييد وقف إطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ووقف التطهير العرقي والتهجير القسرى.

 لذا لتركيا قامت بما يجب القيام به ولا يجب تحميلها ما لا تطيق حيث يجب أن يكون هناك دعم عربي وإسلامي حقيقي للمواقف التركية في ملف غزة ومساعيها لوقف إطلاق النار وتجريم الكيان الصهيوني الغاصب.

ولكن ورغم هذه الصعوبات تركيا تملك أوراقا للضغط على الكيان الصهيوني لوقف الحرب

•• تركيا لا تملك أوراقا بالمعني المباشر للكلمة للتأثير علي الكيان ولكن هذه الضغوط تتم من خلال ادوات ووسائل وقانونية لإدانة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها انطلاقا من أن هناك جرائم ضد الإنسانية واستهداف الأطفال والمدنيين قد وقعت والارقام تتحدث عن تجاوز ارقام الضحايا لأكثر من ١٥الفا نصفهم من الأطفال والنساء وهي جريمة يجب معاقبة إسرائيل والا تفلت من العقاب.

ضغوط تركيا على بلدان غربية سارعت في تمديد الهدنة الإنسانية وتوسيع تبادل الأسري

وكذلك جرائم التطهير العرقي والتهجير القسري من شمال غزة وجنوبها واستهداف المستشفيات والمدارس يرتقي لكونه جريمة حرب مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية وتعول تركيا في هذا السياق على دعم ١٢٢دولة تؤيد الوقف الدائم لإطلاق النار لإدانة الكيان ولكن هذه الجهود لا يجب أن تقوم بها تركيا وحدها في ظل تقاعس عربي وإسلامي.

لكن هل هذا يكفي لردع هذا العدوان الإجرامي؟

•• وظفت تركيا أوراق الدبلوماسية لمناصرة شعب غزة حيث جري إعلان السفير الإسرائيلي في تركيا شخصا غير مرغوب فيه وطرده من الأراضي التركية وكذلك تم سحب التركي من تل أبيب فضلا عن حركة مقاطعة شاملة لكل منتجات الدول الداعمة للعدوان الإسرائيلي.

كما طالبت تركيا بضرورة محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كمجرم حرب وودعت الانتربول لإصدار مذكرة توقيف بحقه حيث جري توكيل ٢٠٠٠محام مختص في القانون الدولي لإقامة دعاوي ضد نتنياهو ورموز حكومته.

من الأوراق التي وظفتها تركيا للضغط على الكيان الغاصب وجود تركيا في منطقة شرق البحر المتوسط الغنية بالثروات الطبيعية حيث تستخدم أنقرة ورق المصالح المشتركة وكذلك ثقلها العسكري والاستراتيجي لدعم المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس والتعامل معها كحركة وطنية تحارب الاحتلال الذي يجب أن يرحل ويترك الارض لأصحابها.

وماذا عن الجهود التركية بعد التوصل للهدنة الإنسانية وصفقة تبادل الأسرى؟

•• تركيا تحاول البناء على صفقة تبادل الاسري وتحويل الهدنة الإنسانية لوقف دائم لإطلاق النار بالتعاون مع مصر وقطر اللتين لعبتا دورا مهما في هذا السياق وفي إدخال المساعدات الإنسانية والأدوية والوقود الي جميع مناطق قطاع غزة وهو أمر بحد ذاته جيد جاء نتاجا لجهود دبلوماسية مكثفة شاركت فيها تركيا بقوة

طرحت القوى الكبرى المؤيدة للكيان سيناريوهات مختلفة للتعامل مع قطاع غزة بعد الحرب؟

•• تركيا تبنت نهجا جادا في التعامل مع الأوضاع في قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب حيث عرضت ان تكون ضامنا لأي ترتيبات أمنية من خلال العمل ضمن قوات حفظ سلام دولية يجري نشرها في غزة بالتنسيق مع الامم الأمم المتحدة.

كما سبق وقامت تركيا بدور مماثل في بلدان عديدة كمسعى من جانبها للتوصل لوقف إطلاق النار حيث مازالت تركيا تبذل كافة الجهود لتحقيق هذا الهدف ونزع فتيل هذه الأزمة وضمان الا تكون لهذا العدو الغاصب اي سلطة على قطاع غزة.

مجرمو الحرب الصهاينة

كيف تتوقع تركيا مستقبل الأوضاع بعد الحرب في قطاع غزة والمنطقة؟

•• التحرك التركي يأتي في سياق أن الايام القادمة جبلي بالمفاجآت وفي ظل توقعات بأن الحرب ستطول رغم عدم التناسب في موازين القوة بين جيش من أقوي جيوش العالم وبين فتية تدربوا تدريبات بسيطة على القيام بهذا الهجوم ولم تفلح إسرائيل في النيل منهم ولا من صمود قطاع غزة.

نعيش زمن التحالفات وانحياز القوى الكبرى للكيان يضعف من تأثيرات جهود وقف العدوان

ويجب هنا التأكيد المقاومة لديها استعداد للاستمرار في الحرب لأشهر عديدة فضلا عن ان من سيطلب وقف إطلاق النار هو العدو باعتباره لن يكون قادرا على تحمل فاتورة الخسائر التي وصلت لفقدان ٣٥٠ دبابة في وقت المعلن فيه ان الجيش الإسرائيلي لا يمتلك الا ٩٠٠ دبابة فقط على رأسها الميركافا التي أوصلت الدعاية الإسرائيلية لمكانة أسطورية وهو ما دحضته المقاومة الفلسطينية ناهيك عن سقوط ما يقرب من ٤٢٠٠ قتيل ومصاب في ٤٥يوما من القتال بشكل يجعل من المبكر الحديث عن سيناريوهات المستقبل في غزة.

هل الخسائر الاقتصادية وحدها قادرة على ردع الكيان الغاصب؟

•• لا يمكن تجاهل الخسائر الاقتصادية والاجتماعية التي تعرض لها الكيان بفعل الحرب، من حيث توقف المصانع والمعامل ومغادرة أكثر من نصف مليون مستوطن لأماكن إقامتهم في غلاف غزة الي خارج البلاد

وكذلك سقوط أسطورة ان إسرائيل هي راعية الأمن والاستقرار في المنطقة وانهيار أسطورة الجيش الذي لا يقهر وهي الأسطورة التي عملوا على تكر يسها طوال أكثر من ٧٥عاما

ويضاف لذلك انكشاف الوجه الحقيقي للكيان الغاصب وتحول المواطنين المنتمين إليه بل والمدافعين عنه لمنبوذين في العالم في ظل المظاهرات المليونية الرافضة لمجازرهم واجرامهم في المدن الأوروبية، والاصطفاف التاريخي مع القضية والحق الفلسطيني لتصير القضية في مقدمة الأجندات الدولية. 

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب