“يا ابنتي”.. للشاعر الكبير: علي الجارم
يَا ابنتِي إِنْ أردْتِ آيةَ حُسْنٍ
وجَمالاً يَزِينُ جِسْمًا وعَقْلا/
فانْبِذِي عادةَ التَّبرجِ نَبْذًا
فجمالُ النُّفوسِ أسْمَى وأعْلَى/
يَصْنَع الصّانِعُون وَرْداً ولَكِنْ
وَرْدَةُ الرَّوض لا تُضَارَعُ شَكْلا/
صِبْغَةُ اللّهِ صِبْغَةٌ تبْهرُ النَّفْــسَ تعالى الإلَهُ عَزّ وجَلَّا/
ثمَّ كُوني كالشَّمس تَسْطَع لِلنَّاسِ سَواءً مَْن عَزّ مِنْهُم وَذلّا/
فامْنَحِي المُثْرِيَاتِ لِيناً ولُطْفاً
وامْنَحِي البائساتِ بِرّاً وفَضْلا/
زِينَةُ الوَجْه أَن تَرَى العَيْنُ فيه
شَرَفاً يَسْحَرُ العُيُونَ ونُبْلا/
واجعَلِي شيِمةَ الْحَيَاءِ خِمارًا
فَهْوَ بِالْغَادةِ الكَريمةِ أَوْلَى/
ليس لِلْبِنْت في السَّعادة حَظُّ
إن تَنَاءَى الحياءُ عَنْها ووَلَّى/
والْبَسِي مِنْ عَفَاف نَفْسِكِ ثوْبًا
كلُّ ثَوْبٍ سِوَاهُ يَفْنَى ويَبْلَى/
وإذا ما رأَيتَ بُؤْساً فَجُودِي
بدُموع الإِحْسَان يَهْطِلْنَ هَطْلا/
فدُمُوع الإِحسان أَنْضَرُ في الْخدِّ وأَبهَى من اللآلِي وأَغْلَى/
وانظُرِي في الضَّمير إِن شِئْتِ مرآةً ففيهِ تبدُو النفوسُ وتُجْلَى/
ذاكَ نُصْحِي إلى فتَاتِي وسُؤْلي
وابْنَتَي لا ترُدّ للأَب سُؤْلا/
————————-
سيرة اللغوي والشاعر علي الجارم: اضغط هُــنـــــا