كتب: السيد التيجاني
تتكرر محاولات نشطاء حقوق الإنسان والحرية عبر العالم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، حيث تعد سفينة “مادلين” واحدة من أبرز المحاولات الرمزية التي تعكس تصعيدًا في الضغط الدولي على إسرائيل بسبب حصارها المفروض على القطاع منذ أكثر من عقد.
نشطاء السفينة مادلين: رسالة سلام وحقوق
تتكون طواقم سفينة مادلين من مجموعة من النشطاء الدوليين والمحليين الذين يطالبون بكسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على غزة، مؤكدين أن هدفهم هو إيصال مساعدات إنسانية ورفع المعاناة عن سكان القطاع.
بالإضافة إلى إثارة الانتباه العالمي تجاه الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون. ويأتي ذلك في سياق سلسلة حملات دولية تهدف إلى كسر الحصار وتحميل إسرائيل مسؤولية معاناة المدنيين.
تحالف أسطول الحرية
سفينة “مادلين” هي جزء من تحالف “أسطول الحرية”، وهي مبادرة دولية تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.
انطلقت السفينة في 1 يونيو 2025 من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية الإيطالية، محمّلةً بالمساعدات الإنسانية، ومؤكدةً على أن هذه الرحلة ليست مجرد عمل خيري، بل تحرك مباشر وسلمي لتحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني.
مخالفة إسرائيل للقوانين الدولية
تصر إسرائيل على تطبيق الحصار البحري على قطاع غزة بحجة منع تسلل الأسلحة، لكن هذا الحصار يعتبره العديد من المراقبين والمنظمات الحقوقية مخالفة واضحة للقانون الدولي الإنساني، خاصةً اتفاقيات جنيف التي تحظر فرض حصار يسبب معاناة للسكان المدنيين ويعيق وصول المساعدات الإنسانية.
حسب تقرير منظمة العفو الدولية (Amnesty International)، فإن الحصار الإسرائيلي يمثل “عقابًا جماعيًا غير قانوني” على سكان غزة.
استذكار سفينة مرمرة 2010
لا يمكن الحديث عن السفن التي تسعى لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة دون التذكير بحادثة سفينة مرمرة عام 2010، وهي حادثة شهيرة عندما اقتحمت القوات الإسرائيلية سفينة مرمرة التابعة لأسطول الحرية أثناء محاولتها كسر الحصار.
وأسفر الهجوم عن مقتل 10 ناشطين أتراك وإصابة العديد. أثار هذا الحدث موجة استنكار دولي، وأدى إلى تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا، كما أظهر للعالم بشدة ما تعتبره إسرائيل تهديدات أمنية محققة من خلال هذه الأنشطة الرمزية بحسبب .منظمة هيومن رايتس ووتش.
لماذا تحرص إسرائيل على إفشال هذه الأنشطة؟
تحرص إسرائيل بشدة على إفشال هذه الأنشطة الرمزية التي تحاول كسر الحصار، ليس فقط لأسباب أمنية مزعومة، ولكن بسبب ما تمثله هذه الحملات من تشويه لصورتها أمام المجتمع الدولي. فإسرائيل تسعى لإبراز نفسها كدولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان.
بينما تعرضت في السنوات الأخيرة لسلسلة من الانتقادات الحقوقية بسبب الحصار والعنف المتكرر ضد المدنيين الفلسطينيين.
الأنشطة الرمزية مثل سفينة مادلين أو سابقاً مرمرة تُعتبر تحديًا مباشرًا لسياستها، وتؤدي إلى جذب انتباه الإعلام الدولي والهيئات الحقوقية. في هذا السياق، ترى إسرائيل أن نجاح هذه الحملات سيزيد الضغط السياسي والدبلوماسي عليها، ويضع قيودًا أكبر على تحركاتها الإقليمية والدولية.
التغطية الإعلامية والآفاق المستقبلية
في ظل استمرار حصار غزة، من المتوقع أن تستمر المحاولات الدولية لكسر هذا الحصار، خصوصًا عبر أنشطة رمزية مثل السفن.
وفي الوقت نفسه، تستمر إسرائيل في الدفاع عن سياستها وتبرير إجراءاتها الأمنية. يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة المجتمع الدولي على الضغط لإيجاد حل دائم يحترم حقوق الفلسطينيين ويضمن أمن إسرائيل.
أعضاء طاقم السفينة والنشطاء على
تضم السفينة 12 شخصًا، بينهم أربعة من طاقم السفينة، والبقية هم نشطاء دوليون وشخصيات بارزة، من بينهم:
غريتا ثونبرغ (السويد): ناشطة بيئية معروفة، تشارك في هذه الرحلة كجزء من جهودها المستمرة في مجال العدالة المناخية .
ريما حسن (فرنسا): عضو في البرلمان الأوروبي، تشارك في هذه الرحلة كجزء من جهودها المستمرة في مجال العدالة المناخية .
تياغو أفيلا (البرازيل): ناشط برازيلي من المنظّمين لرحلات أسطول الحرية، يحمل مساعدات إنسانية مرفقة برسائل دعم مكتوبة بأيدي المتبرعين للتعبير عن تضامنهم مع سكان غزة .
ياسمين عكار (ألمانيا): ناشطة حقوقية ألمانية من أصول تركية، بدأت نشاطها الحقوقي منذ سن الخامسة عشرة، وشاركت في الدفاع عن اللاجئين وحقوق الإنسان والتنديد بالعنصرية ضد الإسلام والمسلمين .
شعيب أوردو (تركيا): ناشط تركي يعمل بشكل حر في ألمانيا، يعمل مع زوجته منذ العام 2017 ضمن أنشطة تطوعية لفائدة فلسطين .
ريفا سيفرت فيارد (فرنسا): ناشط فرنسي في مجال الدفاع عن البيئة، انتبه أخيرًا لأهمية القضية الفلسطينية حينما تدخلت الشرطة لفض مظاهرة، وقال إن عناصر الشرطة أخبروه بأنه إذا كان احتجاجهم يتعلق بفلسطين فسيتم اعتقالهم، أما إذا كان متعلقًا بشيء آخر فلن يتعرضوا للاعتقال .
بابتيست أندريه (فرنسا): طبيب فرنسي يشارك ضمن أسطول الحرية، وأكد في تصريح له أن محاولة الاحتلال الإسرائيلي منع السفينة مادلين من كسر الحصار عن غزة لن تكون أمرًا مفاجئًا، بل هو شيء متوقع منذ بداية إبحارها .
مارك فان رين (هولندا): عضو في طاقم السفينة .
سيرجيو توريبيو (إسبانيا): عضو في طاقم السفينة .
باسكال موريراس (فرنسا): عضو في طاقم السفينة .
ليام كانينغهام (المملكة المتحدة): ممثل بريطاني معروف، يشارك في هذه الرحلة كجزء من دعمه للقضية الفلسطينية .
تُظهر هذه المشاركة المتنوعة من نشطاء دوليين وشخصيات بارزة التزامًا عالميًا بالقضية الفلسطينية، وتؤكد على أن هذه الرحلة ليست مجرد عمل خيري، بل هي رسالة سياسية وإنسانية قوية ضد الحصار الإسرائيلي على غزة.