إحسان الفقيه تكتب: هل سمعتم عن أشهر خائن في تاريخ مصر؟
(المعلم يعقوب) هو رجل نصراني مصري ساعد الفرنسيين في حملتهم الصليبية على مصر، ووصل به الأمر أن كوّن ميليشيا عسكرية من أقباط مصر لمعاونة المحتل حيث جمع شبان القبط وحلق لحاهم وزياهم بزي مشابه لعسكر الفرنساوية وقاد فصيل قبطي هزم قوة مملوكية مصرية فكتب الجنرال جاك فرانسوا مينو إلى بونابرت يقول فيها: «إني وجدت رجلا ذا دراية ومعرفة واسعة اسمه المعلم يعقوب وهو الذي يؤدى لنا خدمات باهرة منها تعزيز قوة الجيش الفرنسي بجنود إضافية من القبط لمساعدتنا».
تولى يعقوب بعد ذلك جمع الضرائب من أهالي الصعيد وكان يستخدم أبشع وأعنف الوسائل في الجباية وكان أهل الصعيد يسمون حملة الجنرال ديسيه (جيش المعلم يعقوب).
وعندما قامت ثورة القاهرة الأولى، امد جيش الاحتلال الفرنسي بالبارود، و المواد الحارقة التي استخدمت لتدمير أحياء القاهرة، كما قام يعقوب بتقديم خدمات كثيرة لمساعدة الجنرال كليبر على قمع ثورة القاهرة الثانية فكافأه كليبر بأن وكله بجمع الأموال العامة من المسلمين كما يشاء، فلم يتوانى يعقوب واستخدم أسوء الوسائل لجمع المال فكان يفرض على الفلاحين مالا يطيقون على دفعه ومن لم يستطع كان أعوان يعقوب من النصارى يعتدون عليهم وعلى حرق ممتلكاتهم وانتهاك أعراضهم، كل هذا جعل ليعقوب حظوة كبيرة لدى الفرنسيين فقد كان أحد أدواتهم لمعاقبة المصريين اذا ما حاولوا و ثاروا، وتعاظمت ثروته وازداد نفوذه وجشعه، وقد كتب الجنرال بليار نائب الجنرال منو في مذكراته عن يعقوب “ومع انه كان يعمل لحسابنا فهو لم ينس مصالحه الخاصة”.
ولقد منح الجنرال كليبر يعقوب رتبة كولونيل وجعله على رأس فرقة عسكرية من شباب المسيحيين تم تدريبهم على أيدي ضباط فرنسيين وتولى يعقوب على نفقته الخاصة الذي نهبها من أموال المصريين تزويدهم بالسلاح والعتاد اللازم لهذه الفرقة، استمر يعقوب في تقديم خدماته للاحتلال الفرنسي بعد اغتيال كليبر وتعيين الجنرال جاك مينو فكافأه مينو بأن منحه رتبة جنرال وكان ذلك في عام 1801 م.
مع نهاية الحملة الفرنسية على مصر بزحف الجيش العثماني نحو القاهرة عزم الجنرال يعقوب على السفر إلى فرنسا فجمع متاعه وأهله وعسكره من المسيحيين وخرج إلى الروضة ليكون مع من قرروا المغادرة مع الحملة إلى فرنسا، وركب السفينة الإنجليزية بالاس ليخرج من القاهرة في 10 أغسطس عام 1801م أصيب يعقوب بعد يومين من ركوبه السفينة بالحمي ومات على إثر إسهال حاد، وكانت أخر وصية له أن يدفن بجوار صديقه الجنرال ديسيه، لكن أسياده الفرنسويون لم نفذوا وصية كلبهم الوفي، بل تم إلقاء جثمانه العفن في البحر، وهذا هو مصير الخائنين…