السبت أبريل 27, 2024
انفرادات وترجمات

وول ستريت جورنال: واشنطن تضغط علي تل أبيب لتأجيل اجتياح رفح وليس إلغاءها

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية” إنه  في يومين من الاجتماعات بين وزير الدفاع الإسرائيلي وكبار المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون، لم تركز المناقشات حول العملية العسكرية الإسرائيلية المخطط لها في جنوب غزة على كيفية إيقافها، ولكن على كيفية حماية المدنيين أثناء بدء تنفيذها.

وأفادت الصحيفة في تقرير لها أن نبرة للمحادثات  شكلت خروجا عن الأسابيع السابقة، عندما حذر كبار المسئولين الأمريكيين إسرائيل بصراحة من هجوم شامل على رفح – حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني نازح – في حين تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بتحد بالمضي قدما.

وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية “كانت رفح في قلب صدع متزايد بين القادة السياسيين الإسرائيليين والأمريكيين. اندلعت هذه التوترات يوم الاثنين، عندما ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة كبار المساعدين إلى واشنطن لمناقشة المخاوف الأمريكية بشأن الهجوم المخطط له على رفح،

حيث يتخذ مقاتلو حماس موقفا نهائيا. كانت الخطوة الانتقامية ردا على امتناع الولايات المتحدة عن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار بينما تطالب أيضا بالإفراج عن الرهائن.

ومع ذلك، شرع وزير الدفاع الإسرائيلي يواف جالانت في اجتماعاته في البيت الأبيض والبنتاغون يومي الاثنين والثلاثاء، والتي كانت مقررة سابقا. جالانت هو جزء من حكومة الحرب الإسرائيلية المكونة من ثلاثة أعضاء والتي تضم نتنياهو وبيني جانتس، المنافس السياسي الرئيسي لرئيس الوزراء.

في حين أن علاقة الرئيس بايدن مع نتنياهو قد توترت، فإن القنوات  بين الولايات المتحدة وتل أبيب لا تزال مفتوحة في ظل استمرار التواصل  وزير الدفاع لويد أوستن وغالانت قويا منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، التقى وزيرا الدفاع عدة مرات وتحدثا عبر الهاتف حوالي 40 مرة.

في اجتماعات جالانت المغلقة في واشنطن، بدأت محادثة أكثر براجماتية في الظهور حيث كانت المناقشات حول إجراء عملية تدريجية للحد من الضرر المحتمل للمدنيين مع الاستمرار في ضمان تفكيك إسرائيل لكتائب حماس الأربع في رفح.

قال جالانت، بعد اجتماعاته في البيت الأبيض: “أعتقد أن هناك تفاهما يجب أن نفكك حماس”.

وفي اجتماع يوم الثلاثاء في البنتاغون، ضغط أوستن على نظيره الإسرائيلي لضمان وجود ترتيبات فعالة لحماية المدنيين قبل شن عملية عسكرية إسرائيلية لمهاجمة مقاتلي حماس هناك.

قال مسئول بالبنتاجون : “هناك تسلسل”. “لا ينبغي أن يستمر الجانب العسكري للعملية حتى يتم معالجة الجوانب الإنسانية بشكل كامل.

واتفق الجانبان أيضا على أنه يجب طرد كتائب حماس في رفح حتى لا يتمكن المسلحون من محاولة العودة أو الاستمرار في تهريب الأسلحة إلى غزة، وهي شروط مسبقة لإنهاء الحرب وتمهيد الطريق لسلطة سياسية جديدة في غزة. وهذا يعني محاولة إيجاد طرق للعمل مع إسرائيل بشأن استراتيجية رفح، لعدم وجود خيارات أفضل.

وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن

وبعد المفاوضات في الدوحة، قطر، بشأن وقف إطلاق النار المؤقت في نهاية الأسبوع الماضي، أخبر المسئولون الإسرائيليون الوسطاء أنه يمكن أن تشن عملية في رفح بمجرد انتهاء شهر رمضان في منتصف أبريل تقريبا إذا فشلت الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق،

وكذلك قال المسئولون المصريون يوم الأربعاء مؤكدين أن المحادثات قد تستأنف مرة أخرى في القاهرة بحلول نهاية هذا الأسبوع.

قال عضو إسرائيلي كبير على دراية بالمحادثات إن إسرائيل لا تزال منفتحة على مواصلة المفاوضات، ولكنها ستنظر في خيارات أخرى إذا لم يكن هناك انفراجة، بما في ذلك شن غزوها المخطط لرفح في أقرب وقت ممكن. وقال المسؤول: “ليس هناك شك في أن العملية العسكرية يمكن أن تساعد”.

فيما استدركت الصحيفة الأمريكية قائلة :على الرغم من أن العملية العسكرية ليست وشيكة، إلا أن التحديات هائلة لاسيما أنه  يحتمي حوالي 1.4 مليون فلسطيني في رفح، بما في ذلك العديد من الذين فروا بالفعل من مناطق أخرى في غزة.

وتعد المدينة أيضا نقطة دخول رئيسية للمساعدة الإنسانية، ويمكن لعملية عسكرية إسرائيلية، إذا لم تكن مصممة بعناية، أن تقطع المدنيين عن المساعدة الحرجة مع اقتلاعهم مرة أخرى.

في حين تبادل جالانت والمسئولون الأمريكيون مفاهيم واسعة حول كيفية حدوث عملية رفح، لم يتم بعد توضيح تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية المخطط لها، مما ترك نقاط خلاف محتملة حول نطاق الخطة العسكرية الإسرائيلية النهائية وعناصرها الرئيسية.

وهنا يطرح سؤال حاسم بحسب الصحيفة الأمريكية نفسه : هو ما إذا كان المسئولون الأمريكيون سيعتبرون استعدادات إسرائيل – بما في ذلك إخراج مدنيي رفح من الأذى قبل بدء العملية وضمان حصولهم على المساعدات الإنسانيةيلبي مطالبهم قبل انطلاق العملية ..

وناقش الجانبان أيضا طرق التصدي لتهريب الأسلحة عبر الحدود بين مصر وغزة، والتي أشارت إليها إسرائيل على أنها مصدر قلق، والاستهداف الدقيق لقادة حماس حيث يواصل المسئولون الأمريكيون الحث على قصف المناطق المكتظة بالسكان.

وقد علق مراقبون إسرائيليون بالقول :إنه في حين كان هناك بعض التداخل بين تفكير الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن الخطط أمامها طريق طويل قبل إضفاء الطابع الرسمي عليها، وأي خطة مقنعة لنقل المدنيين في رفح قد تستغرق شهورا.

وقال مسؤول الدفاع الأمريكي: “هدفنا هو مساعدة إسرائيل على إيجاد بديل لعملية عسكرية واسعة النطاق وربما سابقة لأوانها”.

ممر فيلادلفيا

من المقرر إجراء المزيد من المناقشات بين المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين لتسوية المجموعة المعقدة من القضايا التي لا تزال قائمة.

ومع ذلك، كانت المحادثات في واشنطن هذا الأسبوع مختلفة بشكل لافت للنظر عن التبادل الأسبوع الماضي عندما حذر وزير الخارجية أنتوني بلينكن القادة الإسرائيليين من أن عملية برية كبيرة تخاطر “بمزيد من عزل إسرائيل في جميع أنحاء العالم”.

غير أن نتنياهو تجاهل في تصريحاتها العلنية هذا التحفظ الأمريكي علي اجتياح رفح قائلا بدوره، إن جيشه مستعد لدخول رفح دون دعم سياسي أمريكي، إذا لزم الأمر

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب