خلوتُ إلى نفسي (في المسجد النبوي الشريف)، أو قل: خلوتُ إلى قلبي وروحي وعقلي، ورأيتُ أنَّ أجلَّ «المعرفة» وأسماها وأرجاها، هي (المعرفة بالله تعالى) التي تجعلك (تحبُ ربَّك.. بكل قلبك وروحك وعقلك وكَيْنونتِك جميعها)، وهي معرفة عالية غالية تبدأ بالحس والعقل، ثم تربو وتزداد وتصفو وتسمو وتشرق.. وتجعلك (تحبُ اللهَ) حباً، يقودك ويسوقك إلى (حب رسوله صلى الله عليه وسلم) الذي دلَّك وعرَّفك بربك وأفاض عليك مما أفاض الله تعالى عليه،
ومن بوابة حبك للرسول، صلى الله عليه وسلم، تطيعه وتتبعه وتقتدي به، وترتقي.
ومن بوابة حبك للرسول واتباعك له، تصل إلى المقام الأسنى والأجل الأبهى.. تصل إلى: أنْ يحبكَ الله تعالى؛ واقرأْ إنْ شِئْتَ:
(قُلْ إنْ كنتمْ تحبُونَ اللهَ، فاتبعوني، يُحْبِبْكُم اللهُ)
فالحبُ منك، والحبُ لك، فأنت المحبُ وأنت المحبوب!!
وحبُك اللهَ تعالى، يهديك إلى حبِ خلْقه الذي يتجلَّى – سبحانه – فيه بأسمائه وصفاته، فالخلقُ كلُه مجلى ومظهر العلم والحكمة والقدرة.. إلخ.
والله أعلم.