الأثنين مايو 6, 2024
د. عباسي مدني سير وشخصيات

الدكتور “عباسي مدني” مؤسس جبهة الإنقاذ الجزائرية

الدكتور عباسي أبو القاسم مدني العقبي الجزائري

الميلاد: 28 فبراير 1931م، سيدي عقبة، الجزائر

الوفاة: 24 أبريل 2019م، الدوحة، قطر.

– مؤسس جبهة الإنقاذ الإسلامية الجزائرية مع “علي بلحاج”.

– حاصل على ليسانس في الفلسفة، ودكتوراه في التربية

– من أصول أمازيغية..

وكان والده الشيخ أبو القاسم، إمام مسجد، ومعلمًا للتربية الدينية،

– بدأ د. عباسي مدني ممارسة العمل السياسي منذ 1948م، في الحركة الوطنية الجزائرية في عهد الاستخراب الفرنسي، وقاد ليلة اندلاع الثورة مجموعة من المجاهدين، هاجمت مقر الإذاعة الفرنسية بالجزائر العاصمة.. بعدها اعتقل ليقضي أكثر من 7 سنوات في السجن.

– دعا في عام 1982م، إلى عدم الاختلاط في المدارس، ومنع المشروبات الكحولية في البلاد، وتعريب المناهج الدراسية، والمعاملات الرسمية، وأدت أنشطته إلى اعتقاله لمدة سنتين.

– بعد خروجه شارك في تأسيس جبهة الإنقاذ الإسلامية، وكان العقل السياسي المدبر للجبهة، وعمل على إبراز الحركة بشكل مؤثر على الساحة السياسية.

– قاد د. عباسي مدني جبهة الإنقاذ الإسلامية لخوض الانتخابات التشريعية في 1990م، حيث فازت الجبهة بالأغلبية في مجالس البلديات والولايات، وكانت أول انتخابات تعددية تعقد في الجزائر منذ استقلالها في 1962م.. فانقلب الجيش الجزائري على النتيجة، واعتقل قيادات جبهة الإنقاذ.. وبدأت المذابح ضد الجزائريين

– في 15 يوليو 1997م، وبعد سنوات قضاها داخل السجن، أطلقت السلطات الجزائرية سراحه مع الرجل الثالث في الجبهة عبد القادر حشاني (اغتيل لاحقًا في 22 نوفمبر 1999م) وتم منعهم من ممارسة أي نشاط سياسي، بما في ذلك حق التصويت، أو الترشيح في أي انتخابات.

– في الأول من سبتمبر 2000م، وُضِعَ الدكتور عباسي مدني قيد الإقامة الجبرية حتى أُفرِجَ عنه هو ونائبه علي بلحاج.

– في 23 أغسطس 2003م، غادر الدكتور عباسي مدني الجزائر إلى ماليزيا للعلاج، ثم انتقل للعيش في الدوحة بدولة قطر، ومعه كل أفراد أسرته، باستثناء ابنه أحمد الذي يعيش في ألمانيا ويمتلك قناة المغاربية الفضائية..أما بناته وابنه أسامة فكانوا يعيشون معه بالدوحة..ويحمل أحد أحفاد عباس مدني الآن الجنسية القطرية، ويلعب للمنتخب القطري لكرة اليد.

– في يوم الأربعاء 24 أبريل 2019م، الموافق لـ 19 شعبان 1440هـ، توفي د. عباسي مدني في مستشفى بالدوحة.

نعاه المؤرخ الدكتور محمد الجوادي بقوله : (الدكتور عباس مدني التربوي المجتهد الذي حرر النفس المسلمة المعاصرة من الزهد الباهت المتمثل في الخوف من إغراء الدنيا، كما حرر النفس المسلمة المعاصرة من الرضا بالترفع المصطنع المؤدي إلى التفريط في أداء الواجب الديني تجاه نهر العمران البشري. فارق دنيانا الفانية الدكتور عباس مدني المجاهد الذي أضاء للإنسانية بمختلف عقائدها طريقا واسعا للتحرر الفكري الجاد الذي حان أوانه للخلاص مما استنفد غرضه ووقته من ثنائية روزفلت، ومن غطرسة شوبنهور، ومن مادية ماركس، ومن سطوة ستالين، ومن جمود بريجنيف، ومن وهم ماوتسي تونج، ومن عجرفة جونسون، ومن حجرية أنور خوجة، ومن ضلال أتاتورك، ومن تفكك جورباتشوف.

ذهب إلى دار البقاء الدكتور عباس مدني القائد الميداني الذي كان على موعد مع التاريخ في شعب عربي لا يزال يتهيب العودة للتاريخ، الزعيم الجسور الذي لمح وهج نار الحرية المقدسة فاقتبسها بيديه قبل أن تنطفئ، ولولا هذا القبس المبكر الذي اقتبسه في الوقت المثالي ما نجح من بعده الدكتور مهاتير محمد، ولا الزعيم رجب طيب أردوغان، ولا الدكتور المنصف المرزوقي، ولا الدكتور محمد مرسي رغم كل ما عانوه ولا يزالون يعانونه. نعم فقد كان هو المجاهد الفدائي الذي جعل من نفسه حجر الأساس للتجربة الشعبية الأصيلة القادمة مهما تكالب عليها المرجفون. ارتقت روح الدكتور عباس مدني السياسي الرائد الذي أشجى العالم بصوت الإسلام الجزائري قبل بداية القرن الحادي والعشرين على نحو ما أسكت هو نفسه وبيده هو نفسه الإذاعة الاستعمارية في منتصف القرن العشرين ليخلى ساحة السماع والاستماع لصوت العرب الجزائري.

لو لم يكن عباس مدني مسلما لكان اليوم عميد زعماء العالم الحر متقدما في البروتوكول على مهاتير محمد، ولكانت إفريقيا قد احتفلت به مع نيلسون مانديلا في يوم واحد، قبل أن يلقى النكران وظلم أولي القربى، ذلك أنه قدم لوطنه أكثر بكثير مما قدمه الرئيس مانديلا لكنه هو وإخوانه من الجزائريين الأبرار منذ ثورة التحرير أضاعوا حقوقهم الدنيوية بدرجات قصوى من التجرد وحب الوطن وإنكار الذات، وها هم اليوم يعرفون ويعرف خلفاؤهم وحلفاؤهم من أهل الإيمان أن التجرد الزائد عن الحد يقترب في نتيجته من التفريط في الدين، ذلك أن الثورة الجزائرية العظيمة توهجت بدماء المسلمين العابدين والفدائيين ثم ترك هؤلاء وأولئك ثمارها لليساريين الزائفين من أصحاب الهمة المنخفضة والأنفاس القصيرة الذين آثروا أن يعيشوا تحت أقدام من يتعبدون لهم من العسكر برضا الكسل والمتكاسلين، واحدا بعد الآخر بدلا من أن يقودوا حركتهم لبناء دولة الوطن الجزائري الحقيقية مهما كانت التبعات، ولو أن هؤلاء اقتدوا بثورة روسيا البلشفية أو بثورة الصين لأنجزوا لكنهم آثروا أن يكونوا كتبة وموظفين عند العسكر لسبب واحد فقط هو أنهم كانوا يحقدون على الإسلام بل ويحقدون على الاشتراكيين الحقيقيين ببعض من حقدهم على الإسلاميين)

– شاء الله القوي الجبار العادل، أن يُنصف المجاهد الدكتور عباسي مدني في حياته، فقد خرجت الكتب والاعترافات على لسان العقول المدبّرة، شهود العيان، ضباط المخابرات الجزائرية: محمد سمراوي، وحبيب سويدية، وغيرهم، يعترفون بمسؤولية الجيش الجزائري عن كل المذابح التي أُلصِقَت بـ عباسي مدني وجبهة الإنقاذ.

(إني مُستعد لقتل ملايين الجزائريين إذا تطلّبَ الأمر، للمحافظة على النظام الذي يُهدده الإسلاميون)

هكذا قالها مدير المخابرات الجزائرية بعد انتصارات جبهة الإنقاذ في الانتخابات التشريعية الجزائرية..

– لتحميل الكتاب الذي يحكي حقيقة ما حدث في مذابح الجزائر: اضغط.. (كتاب الحرب القذرة)

————

يسري الخطيب

Please follow and like us:
يسري الخطيب
- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب