الأحد مايو 5, 2024
أطلال بني قريظة تقارير

24 أبريل 627م (5هـ): كانت غزوة بني قريظة

– يقول أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني: بدأت رحلات القبائل اليهودية إلى الحجاز في أعقاب الحروب اليهودية الرومانية التي اندلعت في القرن الميلادي الأول، وامتهنوا الزراعة، وصناعة الأسلحة، مما حسّنَ من أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، وفي القرن الخامس الميلادي، زحفت إلى يثرب (المدينة المنوّرة) قبائل اليهود الكبرى: بنو قريظة، وبنو النضير، وبنو قينقاع، وسيطروا على “يثرب” سياسيًّا واقتصاديًّا، رغم صراع تلك القبائل المهاجرة، والحروب اليهودية اليهودية التي لم تنقطع بينهم.

غزوة بني قريظة:

غزوة قادها رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم)، في السنة الخامسة للهجرة على يهود بني قريظة في المدينة المنوّرة، بسبب غدرهم وخيانتهم للمسلمين في معركة الخندق، رغم العهود والمواثيق التي كانت بين المسلمين وبني قريظة، ولهجومهم على نساء المسلمين أثناء انشغال المسلمين في حماية المدينة حول الخندق، ومحاولتهم فتح ثغرة لتمرَّ الأحزاب لداخل المدينة والقضاء التام على المسلمين.

– انتهت الغزوة باستسلام يهود بني قريظة، وطلب بنو قريظة من رسول الله أن يُحكِّم فيهم “سعد بن معاذ” لأنه كان حليفًا لهم في الجاهلية، ولكن “سعد” حكمَ بقتل الرجال المُقاتِلة، وسَبي الذراري، وتقسيم أموالهم وأراضيهم على المسلمين جزاء خيانتهم،

– حُكمُ “سعد بن معاذ” لم يكن قتل كل الرجال (كما يزعم اليهود الآن)، وإنما المُقاتِلة فقط.. أي قادة القبيلة ومَن شاركوا في القتال ضد المسلمين..

– بحسب حديث البخاري: “فقال سعد فإني أحكُمُ فيهم: أن تُقْتَلَ المُقاتِلَةُ”.

ووفقا لهذا فإن عدد من تم قتلهم غالبا سيكون في حدود الثلاثين، زاد أو نقص قليلا وليس (700 شخص) مثلما يزعم اليهود كذبا..

كما أن رواية قتل المئات لا يمكن قبولها بالعقل، بسبب عدم منطقية وشرعية قتل كل الرجال: المقاتل منهم وغير المقاتل، فقد قال سبحانه وتعالَى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الزمر: 7] .

– يقول ابن زنجويه في كتاب الأموال: إن عدد من نُفّذ فيهم الحُكم هم المُحرِّضون والقيادات فقط، وبلغ عددهم ما يراوح الأربعين، وقال بعض المفسّرين إن الحجرة التى احتبس بها الذين تم قتلهم، لا تسع أكثر من 20 شخصا.

– في الصحيحين: البخاري ومسلم، عن جابر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ”.

– تُوفيَ سعد بن معاذ (رضيَ اللهُ عنه) وعمره 36 عاما، وعند وفاته جاء جبريل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: مَن هذا العبد الصالح الذي مات؟ فُتحت له أبواب السماء، وتحرّكَ له العرش.

——–

يسري الخطيب

Please follow and like us:
يسري الخطيب
- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب