الأثنين أبريل 29, 2024
ممتاز نصار سير وشخصيات

المستشار “ممتاز نصّار”.. محامي مصر

– ممتاز نصار، أعظم برلماني في تاريخ مصر، وصاحب أكبر عدد من الاستجوابات النارية في تاريخ البرلمان المصري، والرجل الذي لم يكن يخشى رئيسا أو ملكا، والأسد الذي كانت تتغيّر قوانين الدولة من أجل التخلّص منه فقط،،،،

(ممتاز محمد نصار عبد الله)

– من مواليد مركز البداري التابع لمحافظة أسيوط، في 9 نوفمبر 1912م،

– حصلَ على شهادة البكالوريا في 1932م، من أسيوط، ثم انتقل إلى القاهرة لدراسة القانون في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)

– فضّلَ (ممتاز نصار)، الاشتغال بالمحاماة، رغم أن ترتيبه عند التخرّج كان يسمح له بالعمل في هيئة النيابة العامة، وظل يعمل بالمحاماة لمدة 6 سنوات، ثم  انتقل للنيابة، وتدرّجَ من النيابة إلى القضاء إلى التفتيش القضائي، حتى شغل وظيفة (مستشار) بمحكمة الاستئناف، ثم مستشارًا بمحكمة النقض.

– عضوا بمجلس إدارة نادي القضاء، عام 1947م، ثم سكرتيرًا للنادي في نفس العام، واستمر حتى عام 1962م؛ حيث تم انتخابه رئيسًا لنادي القضاة، حتى عام مذبحة القضاة، في 1969م، عندما استدعى وزير العدل “المستشار عصام حسونة” المستشار ممتاز نصار، وطلب منه رسميـًا الانضمام إلى الاتحاد الاشتراكي، وعرض عليه موقع أمانة القضاء بالحزب وقتها، إلّا أن “ممتاز نصار” رفض بشدة، وقال له إن القضاء يجب أن يكون مستقلا، لأنه مِلك الشعب، وليس رئيس الدولة؛ وبعد ذلك كانت مذبحة القضاة الشهيرة، عندما أصدر جمال عبد الناصر قرارا بإحالة (208 قاض) إلى المعاش، وفي مقدمتهم ممتاز نصار.

– خاض ممتاز نصار تجربة الاشتغال بالعمل السياسي، بعد خروجه من القضاء واشتغاله بالمحاماه، ورشّحَ نفسه لعضوية مجلس الشعب، لأول مرة في حياته عن دائرة البداري عام 1976م، ونجح في الفوز بأول معركة انتخابية برلمانية، ثم أعاد ترشيح نفسه في المعركة الثانية، وبعد أن تم حل المجلس في عام 1979م، قبل أن يكمل مدته الدستورية، بسبب معارضة 13 نائبًا في مقدمتهم ممتاز نصار لاتفاقية كامب ديفيد، لكن رجال دائرة البداري بمحافظة أسيوط، وقفوا وتكاتفوا، مع ابن دائرتهم ممتاز نصار، وحرسوا صناديق الانتخابات بأجسامهم، وبكل ما يملكون من وسائل دفاع، ومنعوا تزويرها، ورافقوها حتى إتمام عملية الفرز، ليبقى “ممتاز نصار” الفائز الوحيد بعضوية مجلس الشعب من المجموعة التي رفضت اتفاقية كامب ديفيد آنذاك.

– في عام 1976م، حصل على لقب أفضل نائب برلماني، وبدأ نضاله بالبرلمان برفض اتفاقية كامب ديفيد، مطالبا بعرضها أولا على البرلمان قبل إقرارها، فقرر الرئيس السادات حل مجلس الشعب.

– اُنتخب مرة ثانية عضوا بالمجلس عام 1979م، فـقـدّمَ استجوابه الشهير حول بيع أراضي هضبة الأهرام، وتصدّى لمحاولة بيع الأرض وتحويلها إلى مشروع استثماري، وانتزع حُكمًا تاريخيًا بوقف عملية البيع، وكانت نتيجته أن أرسلت هيئة اليونسكو خطاب تقدير للمستشار ممتاز نصّار، لإنقاذه أهم آثار مصر من السرقة،

(كانت الكاتبة الراحلة “نعمات أحمد فؤاد” أول من هاجمت وفضحت مشروع بيع هضبة الهرم)

– ظل الراحل ممتاز نصار يكتب بجريدة الأحرار منذ نشأتها عام 1977م، إلى وفاته في أبريل 1987م.. وظل خلال هذه الفترة خير مدافعٍ عن العدالة والقضاء واستقلاله، وله كتاب بعنوان: (معركة العدالة في مصر)

– خاض معارك أقل ما يمكن وصفها بـ”الشرسة” بداية من عهد الرئيس جمال عبد الناصر، مرورًا بعهد السادات، ونهاية بعهد حسني مبارك.

– ممتاز نصار هو الأسد الذي كانت تتـغـيّر قوانين الانتخابات في مصر سنويا لاستبعاده، ولكنه ظل شامخا، إلى أن رحلَ عن الدنيا، بعد أن كتَبَت سماءُ الحريةِ اسمه على جبينها، وحفَرَت كواكب العدل حروف اسمه على بَوّاباتِها

————-

يسري الخطيب

Please follow and like us:
يسري الخطيب
- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب